بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة تاريخية
لقد فتح السلطان العثماني محمد الفاتح مدينة اثينا و ما يتبعها بين عامي 1458 _1460 و اتم اخضاع بلاد الصرب 1459 و انضمت جميع الاراضي الصربية الى الدولة العثمانية ثم بعد ذلك تم فتح بلاد " البوسنة " في عام 1463 و اعتنق نفر من كبار البوسنيين الاسلام و تولوا قيادة الفتح العثماني على الحدود الشمالية للدولة و اصبحوا الدرع الشمالي الحصين للدولة الاسلامية و ذلك بعد الاقتناع الكامل بهذا الدين الحنيف الذي خلصهم من اضطهاد الصرب و الكروات
و بعد وفاة السلطان محمد الفاتح 1481 تولى ابنه " بايزيد الثاني " فاخضع بلاد الهرسك 1483 و تم بعد ذلك فتح كرواتيا 1526 في خلافة السلطان سليمان القانوني .
1844 اعلن الصرب عن برنامجهم القومي و فيه قرروا تهجير المسلمين من سنجاق البوسنة و الهرسك و كوسوفو او تنصيرهم الى الديانة المسيحية الارثوذكسية ( ديانة الصرب ) و يسري هذا القرار ايضا على الكروات لانهم كاثوليك .
هذا البرنامج يتم تنفيذه منذ ذلك التاريخ على المسلمين فقط لان كنيسة الفاتيكان و الدول الاوربية كانت تحمي الكروات و تقدم لهم الدعم المستمر
1862 انسحب الاتراك من الصرب و الجبل الاسود و البوسنة و الهرسك بتدخل فرنسا و النمسا.
1913انسلخت البوسنة و الهرسك نهائيا عن الخلافة العثمانية نهائيا ً .
و قد كانت مدينه مثل " بلجراد " يدين ثلاث ارباع سكانها بالديانة الاسلامية و بها 270مسجد و 8 مدارس ثانوية و 9 دور لتعليم الحديث الشريف و 27 من الكتاتيب لتعليم القرآن الكريم
و بعد ان انحسر الحكم الاسلامي عن المدينة انهدمت المساجد و انشئ مكانها مضامير لسباق الخيول و مسرح مركزي و غيرها .
بل و ان البرلمان اليوغسلافي نفسه هو في الحقيقة مسجد اسمه " مسجد تبار " الذي كان اكبر و اجمل مساجد بلجراد .
يطلق على المسلمين في كل الجمهوريات التي كانت تكون يوغسلافيا اسم " الاتراك " رغم انهم مسلمين صربيين و بوشناق و ذلك بغرض اعطاء الاحساس بانهم دخلاء و مستعمرون و يجب التخلص منهم لان عداء اسلافنا الاتراك العثمانيين عداء يحمل الحقد الدفين لانهم سيطروا على شبه جزيرة البلقان حوالي خمسة قرون .
في الاربعينات : وقعت مذابح رهيبة .. ففي مدينة " فوجا " بشرق البوسنة و الهرسك و هي احدى احدى نقاط الاشعاع العلمي و الثقافي للمسلمين احرقوا قرى كاملة بسكانها و امتلاء نهر قرية " ميلفينا " باكوام من الرجال و النساء و الاطفال المذبوحين .
كما امتلاء نهر " الدرينا " بجثث الآلاف من المسلمين حيث ذبحوا 6 آلاف على جسر " قوار جده " فوق النهر .. و عندما وجدوا ان النهر يلفظ الجثث عمدوا الي بقر البطون حتى تغرق في القاع .
لم يتوقف هذا العداء في عهد الحزب الشيوعي بزعامة " تيتو " ففي هذا العهد كان المسلم مواطن من الدرجة الثالثة ..
و كان الحزب يعطي لكل يوغسلافي الحرية التامة في اعتناق اي مبدأ او دين لكن ذلك لا ينطبق على الاسلام .
لذلك كانت طباعة او تاليف الكتب الاسلامية امر محظور ..و قد تم القبض على " علي عزت بيجوفيتش " 1983و هو احد رئساء البوسنة و الهرسك بسبب تاليف كتاب اسلامي و كاد يتم اعدامه بتهمة قلب نظام الحكم .. ثم خفف الحكم الى 14 سنة سجن .
ان البرنامج القومي الصربي تم اعلانه 1844 و تجدد مؤخرا في برلمان صربيا حيث صدر مرسوم يدعوا الى تطهير سنجاق و البوسنة و الهرسك و كوسوفو من المسلمين و الكاثوليك .. و ذلك فإن الادعاء بان المعارك التي تدور في البوسنة و الهرسك هي معارك بين طوائف متفرقة ادعء غير صحيح لان الهمات الصربية الوحسية تجد سندا قانونيا يدفعها من الهيئة التشريعية الصربية ....
التعصب و التطرف و الارهاب
يتم تدريس ملحمة شعرية في المدارس الصربية الابتدائية باسم " إكليل الجبل " كتبها ارثوذكسي متعصب
تقول :
سلك المسلمون طريق الشيطان
و دنسوا الارض ، ملأوها رجسا
فلتعد للارض خصوبتها
و لنطهرها من تلك الاوساخ
و لنبصق على القرآن
و ليطهر رأس كل من يومن بدين الكلاب و يتبع محمد
فليذهب غير مأسوف عليه .
و هذا هو سبب ذبح المسلمين لان كل من يرتكب المذابح لقد درس تلك الملحمة الشعرية و هو طفل و في شبابه تم اشباعه بمنطق الذبح من خلال النظام و الكنائس الصربية فقد القوا في روعهم ان الذبح هو فرض ألهي وفاء للذين ماتوا ايام فتح الاتراك العثمانيين و انتقاما لهم .. و هذا محض افتراء فقد دخل البوشناق و من شاء من الصرب في دين الله طواعية بل لقد قادوا هم بعد ذلك الفتح على الحدود الشمالية للدولة العثمانية .
حتى كرواتيا عندما استقلت عن يوغسلافيا 1991 اعطت جنسيتها للكاثوليك المقيمين فيها اما سكانها المسلمين – و الذين يحملون الجنسية اليوغسلافية مثل الكاثوليك تماما – فقد اعتبرتهم كرواتيا اتراك اجانب و لم يوافق اعطائهم الجنسية ‘لا اذا اقروا انهم كروات اي ان يثبتوا انهم من الديانة الكاثوليكية .
يتبع ........
و اليكم و بعد كل مقالة عن البوسنة و الهرسك سوف اضع لكم صورة من مجازر هذا البلد ..
تأمل اخي ..
لا تنتظرونا على مداخل قبوركم
..........................
لإننا متنا قبلكم