لقد دخلت الموضوع ...
أليس كذلك ...
إذاً عندي لك سؤال بسيط وطلب صغير ...
أرجوك ...
اترك خلفك ما تعلق بك من غبار المنتدى ...
انفض ما عليك من تراب الدنيا حالاً ...
وتعال معي إلى هذه الرحلة القصيرة ...
حلق معي بخيالك ...
طُف بعقلك وحاول أن تُرَكِّز ...
صَفِّي ذهنك ...
قم بإطفاء أي ضوء حولك وإن كنت في مكان عام فأرجوك قم بتأجيل هذه الرحلة إلى وقت آخر ...
حضِّر عينيك للرحيل إلى عالم آخر ...
وأرجوك أطلق لعينيك حرية التفكير ولا تُقَيـِّدها ...
وأرجوك إن لم تفعل ذلك فاخرج الآن ...
متى كانت آخر مرة رأيتها ...
لا أتذكر جيداً ...
لقد مر الكثير من الزمن ...
أشتاق إليها بشدة ...
كم أحببت البقاء في أحضانها ...
كم وددت لو عشت عمري كله تحت أقدامها ...
أين أنتي الآن يا حبيبتي الأولى ...
ما عاد ينفع البكاء ولا الندم على أي لحظة مضيتها في غير رضاك ...
أمااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه ...
كم مضى علي من زمن لا أسمع فيه ضحكتك التي أنارت لي الطريق كثيراً ...
ما كنت تصدقي هذا حينها ولكني حقاً اشتقت لتأنيبك وعقابك لي ...
عودي وافعلي في ما شئت يا حبيبة قلبي ...
ولكن ما ينفع هذا الآن ...
كم سهرتي لراحتي وكم سهرت لعصيانك ...
كم تعبتي من أجلي وأنا ألهو وألعب ولا أشعر بشيء ...
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
زفرة ألم أطلقها من أعماق قلبي يا أماه ...
مجروح قلبي منكسر فؤادي لفراقك ...
آآآآآه لو تعودي ولو ساعة واحدة أجلس فيها تحت قدمك لا أعصي لك أمراً ولا أغضبك أبداً ...
ولكنك ذهبتي بلا رجعة إلى الدنيا ...
أزاحوا فوقك التراب يا حبيبتي وذهبتي بلا وداع وأنتي أمام عيني ...
يفصل بيني وبينك بضع أقدام ولا تستطيعي ضمي إلى صدرك الحنون مرة أخرى ...
والآن فات الأوان ...
أمي لقد ضعت بدونك ...
ذهبتي يا أمي وتركتيني شريداً في هذه الدنيا وحيداً ...
لحظة فراقك ما فارقت عقلي أبداً ...
أستيقظ من النوم فزعاً ذاهباً لغرفتك لأطمئن عليك ...
ولكن يصدمني الفراغ الذي ملأ الغرفة وَحشَة ...
أدعو الله لك بالرحمة كما ربيتني صغيراً ...
إن لم نلتقي في الأرض يوماً وفرق بيننا الموت فموعدنا غداً في دار خلد ...
أودعكِ أماه ملتقياً معك بإذن الله في الفردوس الأعلى ...
أودعكِ وفي القلب لهيب تجود به من القلب شجوني ...
رسالة من : " إبن مخلص "
يا من سمع ندائي ومازال في يده الفرصة ...
اذهب إلى أمك الآن ... قَبِّل يديها ...
احصل منها على حضن لا تخرج منه إلا بعدما تشحن قلبك من حنان الأمومة ...
التمس من حنانها وعطفها شعاعاً من الأمل يضيء لك الطريق ...
لا تغضبها أبداً ما حييت فإن الفرصة لا تلوح لك مرة أخرى أبداً فإنما هي حياة واحدة ...
أسأل الله العلي العظيم أن تكون قد وصلت رسالتي ومست القلوب وحركت الأشجان لعلنا نحافظ على ما لدينا من كنز - الوالدين