(ياأصحاب النفوذ لقد قتلتم الحب....!!)
كنت بين أحضان الليل أسير بخطى على وقع أنغام بطيئة على مرسى رمال الشاطىء أتنفس نسمات الرياح العابره من بين أمواج البحر.....
أترقب الهدوء على أنماطه كي أخلوا بنفسي لأقلب صفحات مضت من حياتي
أو ذكريات تارة ً ماأحزن عندما أتذكرها وتارة ً ماأبتسم وأضحك بضحكات هستيرية
حتى يظن من هو جالس بقربي أني مجنون فيرمقني بتلك النظرات الغريبة ويرحل...
وبينما أنا أسير إذا بي أجد شخصا به من الحزن ماهو طاغ ٍ على ملامحه ومن الأوهام ماهو أثقل كاهله .... فنظرت إليه وكما هي عادتي أني عندما أرى حزينا
أشاركه حزنه وأخفف ماأستطعت من ألمه ...
فجلست بقربه وسألته: مابك وحيدا مكتئب الملامح ؟
فصمت برهة ً ثم قال دعني وأرحل فما في نفسي أعظم من أن تفسره لسان !!
فقلت له ياأخي هون عليك فما هذه الحياة إلا درب نسير عليه وبالأمل نستطيع التغلب على كل مصاعب تواجه طريقنا فبح بما في قلبك وفضفض عن خبايا نفسك لعلك ترتاح قليلا....
فقال لي: إذا سأحدثك عن مابي وليكن بيني وبينك ...
فقلت له: كلي آذان صاغية فقل ماشئت وأخرج مافي قلبك وإني لك لناصح وإني لك لصديق وأخ إذا شئت...
فقال: لاأدري كيف أبدأ حديثي لكن لي قصة هي فعلت بي ماترى !!
فقلت له : إذا قلها لي لعلي أجد لك حلا ....
فقال والدموع تقطر من عينيه: وكيف تجد لي حلا إنها ليست بالسؤال حتى تبحث عن جواب له
فقلت له : لاتكن يائسا هكذا وأخبرني بها فإن أنت أستسلمت لهمومك ستقتلك حتما ً
فقال والدموع تقطر من عينيه: سأحدثك بها لعلي أتخلص مما أشعربه في نفسي من ألم....
أنا سيدي كنت خادما ً عند أحد الأثرياء وكان ذا شهرة ً ونفوذ ...
وكنت أعمل عنده لكي أسد رمق فمي ولكي أعيش حياة كريمة بما أحصل عليه من مرتب ........
وكان لدى ذاك الثري بنتا ً جميله لها من الجمال ماهو يترك في النفس أثر وكنت أتحاشى النظر إليها ولقائها لأن نفسي تمنعي من ذاك لاأدري أكانت تعلم ماسيحصل لي أم هو وفائي لمن أخدم تركها تفعل ذاك...
وفي أحدى الأيام حينما أنهيت عملي توجهت إلى غرفتي الصغيرة كي أنام وأرتاح من عناء ذاك اليوم وفجأة ً وجدت عند باب غرفتي رسالة أحتفظ بها إلى الآن ....
فقلت له: وأين تلك الرسالة ؟
فأخرجها من محفظته وقال لي خذها وأقرأها.....
فقرأتها وإذا بها الآتي....
حبيبي كما أحب أن أناديك....
صدقني لم أعد أتستطيع كتمان مابي عندما أراك أرى فيك شيء جميل يجذبني إليك ... كنت أسترق النظر لكي أراك عندما يطلبك أبي لمكتبه لتنفذ له عمل ما....
لاأعلم لما عندما تشاهدني تعرض عني ولكني أعلم أني قد وهبت لك مشاعري
أنا لم أعرف الحب لكنه أرتسم لي عندما رأيتك أول مره ....
لقد عجبت لك فأنت من ملامحك تبدوا لطيفا ً لقد جعلت مني أسيرة هواك وظلك..
حبيبي:
أريد أن ألقاك في تمام الساعه...... في هذا المكان....... في يوم.....
وأنا أنتظر ذاك اللقاء على أحر من الجمر
بعد أن أكملت قرائتها قلت له ماذا فعلت ...!!!
قال: عندما قرأت تلك الرساله أندهشت لم أصدق ماقرأته عيني خفت كثيرا
وكنت أسأل نفسي لماذا أختارتني أنا .... لماذا أنا دون سواي .... لم أنم تلك الليلة دق قلبي دقات سريعه كنت أفكر بما سوف أقول لها و بما سوف أفعله.....
فقلت: له وماذا فعلت!!
قال : قررت المجازفه لاأعلم لماذا لكني وجدت أن قلبي هو من أراد ذاك فجازفت
وقابلتها كما خططت هي لذلك!!
فقلت له: وماذا حصل!!
قال والبسمة تعلوا شفته: كان لقاءا جميلا ً
في ليلة كان في القمر منير وكانت هبات النسيم على الأشجار تميل .....
ورذاذ المطـــــــر ينتثر هنا وهناك على الأرض يطير.....
في ذاك الهدوء بدأنا لقائنا........
على لحن من موسيقى هادئه بدأنا حديثنا ......
على نور القمر تسللنا بكلماتنا إلى قلـــــو بنا......
وأفترشنا تلك الأرض الخضراء الخصبة بمشاعر حبنا ....
وذهبت بنا مشاعرنا بعــــــــيدا بعــــــــــيدا عن ماحولنا.....
فكنا ننظر إلى بعضنا ونتحدث فبدأت بالقول أنظري إلى تلك النجمة
إنها جميلة.........
لمعانها يذكرني بشيء جميل فأبتسمت وهي تقول في نفسها لابد
أنها تذكره بجمالي الآخاذ ....
فقالت: وبما تذكرك
فقلت لها: تذكرني بإسم تخلد في نفسي تذكرني بتلك الخادمه اللتي في قصركم
....... وأنا بذاك القول أريد إغاظتها لأنها عندما
تغصب تبدوا أكثر جمالا ً.....
فتغضب وتبعد عني ملامح وجهها عند سماع تلك الكلمات ..... فأبتسمت في داخل نفسي لأني أغظتها
ونظرت إليها وقلت لها....
أنتِ النجم بل أنت ِ القمــــر بل أنت ِ البدر إذا أكتمل
فقالت بغنج ودلال: هل من قلبك تقول هذا الكلام
فقلت لها: إن لساني لم يعرف قط هذا الكلام إلا عندما أحبك قلبي .......
أنت ِ أجمل من أن أقول جميله ...... أنت ِ كلمة حب أرتسلت إلى قلبي بعذوبـــه....
أحبك........... كلما أشرقت الشمس بنورها الذهبي ..........
أحبك........... كلما أطل القمر بنوره الفـــــــضي..........
أحبكِ ......... لأنك أنت ِ ......... أحبك ........ لأنك ِ أجمل مافي عصرك...
قد كنت أنثر مشاعري في دروب الهم لعلي ألتقط بها بقايا مشاعر كانت ضاله ....
كنت كمن يرتقب تلك الخطوات من بعيد ......... وكمن يرتقب هطول الأمطار من طول جفاء
كانت أحلامي بها صورتك...... كانت بها أوصافك...... كانت تذهب بي بعيدا إلى قلبك......
حتى أنتظرك ...............
فأتيتي إلى كالنجم بلمعانه الساحر ............. كالليل بهدوئه الجميل......... كنسمات الربيع طرقتي قلبي
ودخلتيه دون إستئذان ........ وملكتي جميع جوارحي ومشاعري..... وجعلتي مني ذاك الملاك....
كانت حياتي بدونك كسؤال بعلامة إستفهام........... يبحث عن جواب .....
حتى أتيتي أنت ِ كالبرق فأزحتي ضباب الغيوم المظلمة ......... ووضعتي نقاط حروف ذاك الجواب
بلمسه من حنان ودلال ...........
لك أهدي كل مشاعري ........ وأهديك قلبا به من الوفاء ماهو كافي لأن يجعل منك أن تكوني سعيده على مر
الزمان ........... وستبقى كلمه أحبك على شفتي تظهر كلما لاحت لي ملامح وجهك
فأبتسمت وشعرت بالرضى وقالت أعــــــــدها على مسامعي مرة أخرى.....
....... فأعدتها على مسامعها بكل هدوء ورويه
ونظرت إلى عينيها وقلت لو كان الأمــــــر بيدي لعشت العمر كله في هذه اللحظــــــــة .......
فحضتني بكل رفق وحنان حتى أنستني نفسي وقالت وماأجمل ماقالت
قالت:
أنت حرف كمل به إسمي ..... أنت من وهبته له مشاعري .... وأقسمت أن أعشقه
إلى آخـــــــــر لحظه في حياتي .......... وأذرفت من عينها دموعا تنازلت
على كتفي ببروده فقلت لها مابك ...
قالت: إنها أجمل لحظه في حياتي فدعني أعيشها كما أحب....
وتمتم بهذه الأبيات
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: :::::::::::::::
معا ًعشنا الحب والهوى..... معا شققنا طريق الرضى
جميلة ُ الطبع نقية النوى... حبيبة الفؤاد لها مالا أرى
إن نطقت باللسان إذابت الورى.... ومثلها نادرا لايلتقى
لها من الجمال مايحترى..... هي قلبي وروحي بالهـوى
:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::: ::::::::::::::::::::::::
فقلت له أكمل ماذا حصل بعد ذلك ؟
قال: مرت الأيام وكنا نختلس اللحظات كي نتقابل ونبوح عن مافي صدرونا
كانت تلك الأيام جميلة حتى جاء ذاك اليوم الأسود...!!
فقلت له بإستغراب : وماهو ذاك اليوم الأسود ؟
قال بينما نحن مع بعضنا نتبادل كلمات الغرام إذا بقريب لها يشاهدنا وكان يريدها لنفسه ولكنها كانت لاتحبه لما يحمله من صفات سيئة فأقتنص تلك الفرصة
وأخبر آباها وزاد في وصف تلك اللحظة حتى أنه جعل من آباها كالبركان ثائر...
وسكت برهة ً .......
فقلت له: مابك أكمــــــل....
فقال وهو يجهش بالبكاء لقد كنت أسمع صرخاتها
لقد كانت تتألم بسببي لم يتوانى في تلقينها أصناف العذاب
لقد تعذبت لأجلي لقد جلبت لها الألم بيدي لكني لم أشأ ذاك وإنما هو قدري
وحظي!!
فقلت له : وأنت ماذا فعل بك؟
قال: لقد ألصق بي تهمة سرقة مبلغ كبير من المال مما أضطرني إلى دخول السجن مدة عشرة سنوات ولولا فاعل الخير ذاك الذي تبرع بدفع المال لكنت أنا الآن بين قضبان ذاك السجن......
فقلت له: وماذا تفعل أنت الآن هنا؟
فقال والمرار تنطق من لسانه: لقد كان لقائنا الأول هنا
أنا هنا لأجل أن ذاك الموعد كان في مثل هذا اليوم
أنا هنا لأجل أن أتذكر تلك اللحظات الجميلة اللتي عشناها معا
أنا هنا لأجل أن أحيا تلك اللحظات التي مضت لكي أحياها من جديد بيني وبين نفسي...... ثم بكى بكاءا شديدا ً
فربت بيدي على كتفه وقلت له: لابأس ياأخي هون على نفسك
ومن ثم صرخت بأعلى صوتي قائلا ياأصحاب النفوذ لقد قتلتم الحب....!!
للعلومية
هذه القصة من مخيلتي