لننتبه إلى لحظات حبنا أكثر فأكثر، ولنراقب كيف يتغير تنفسنا.. يمكنك أن تعانق محبوبك.. وتختبر ذلك.. فمن خلال معانقتك للحبيب، واتحادكما، وذوبانكما وتلاشيكما معاً، ستتفاجأ وستكون واحدة من أكثر التجارب قدسية وروحية... حيث سيغدو التنفس رويداً رويداً تنفساً واحداً.. ستتنفّسان وكأنكما جسدان يخفق فيهما قلب واحد وروح واحدة.. وسيتم ذلك تلقائياً، دون حاجة لبذل أي مجهود.. لأن إحساسك بهذا الكم الهائل من الحب والودّ والحنان سيجعل التنفس ينساب معه ويتناغم مع إيقاعه.. وعندما تتنفسان معاً سيكون ذلك من أكثر اللحظات نقاءً وصفاءً وشفافيةً.. اتحاداً روحياً كونياً.. تنتقلان فيه إلى ما وراء الليل والنهار، ما وراء الزمان والمكان.. حتى ما وراء الأبدية...
ستتعرّفان في هذا الصمت على الومضات الأولى للتأمل... واللمحات الخاطفة للصحوة والجلوة.. عندها ستعجز اللغة عن صياغة الجمل والعبارات، وستلفظ أنفاسها الأخيرة.. لتشير بموتها الحقيقي في النهاية إلى ما لم تستطع قوله على مدى الأيام والسنوات...
فالصمت هو لغة اللغات، وموسيقى الأرواح في كل جسد وذات...