عشاق مربوطون بأسلاك الهاتف وشبكة الموبايل
آلاء عامر
جهازان ينتظر أمام كل واحد منهما عاشق...
إنه الهاتف الذي تحول إلى طرف أساسي في كل علاقة حب، ليأخذ دور المسعف، فيقدم للمشتاق صوت معشوقه، عندما تكون حالة الشوق قد غلبت كبرياؤه وما أبقت من غروره إلا ما يحوله إلى شخص يعيش في محطة الانتظار، فيقف فيها منتظراً سماع صوت حبيبه... وفي مرحلة لاحقة يستسلم هذا الغرور أمام إدمان الصوت فيمد العاشق يده إلى الهاتف عازفاً مجموعة من الأرقام الغالية على قلبه، لكن كثيراً ماتغدو رنة الهاتف التي لا تنتهي بكلمة «آلو» من الطرف الآخر لعنة علينا تحبسنا في دائرة الندم على تصرف أهوج...
أذكر أن صديقتي المتيمة كانت تصف لي حالتها، فتقول: « تخيلي أن سعادتي أصبحت محصورة برنة من رقمه، أو بـ»مسج» تصلني منه»..
وعندما اسألها كيف سمحت لمجرد جهاز أن يتحول إلى دائك ودوائك، كانت تنظر إلى هذا الجهاز الخبيث حائرة بعيون حزينة.... مسكينة صديقتي، مازالت تنتظر أن يرن هاتفها بعد أن حاولت هي الاتصال بحبيبها إلا أنه لم يجب... وهكذا أصبحت حياتها معلقة بهاتفها الأرضي والجوال، فهي لا تغادر المنزل قبل أن تتأكد عدة مرات من وجود «الموبايل» معها، وهي كثيراً ما تتأكد من أن شريط الهاتف الأرضي موصول في نفس الجلسة.. لدرجة أنني صرت أجدها معلقة بالهاتف أكثر مما هي معلقة بحبيبها الذي تركها وحيدة على أطلال هاتف حب لا يرن، متسلحة بماض جميل موثق على موبايلها بهيئة رسائل إلكترونية حفظتها من كثرة ما قرأتها...
تقول أحلام مستغانمي في «عابر سرير» : « ليت صوتها يباع في الصيدليات لأشتريه، إنني أحتاج صوتها لأعيش، أحتاج أن أتناوله ثلاث مرات في اليوم، مرّة على الريق، ومرة قبل النوم، ومرة عندما يهجم عليّ الحزن أو الفرح كما الآن..... أي علم هذا الذي لا يستطيع وضع أصوات من نحب في أقراص، أو في زجاجة دواء نتناولها سراً، عندما نصاب بوعكة عاطفة، دون أن يدري صاحبها كم نحن نحتاجه؟؟».
لذلك، فليحذر العشاق هذا الجهاز قبل أن يصابوا بلعنته...
آلاء عامر
جهازان ينتظر أمام كل واحد منهما عاشق...
إنه الهاتف الذي تحول إلى طرف أساسي في كل علاقة حب، ليأخذ دور المسعف، فيقدم للمشتاق صوت معشوقه، عندما تكون حالة الشوق قد غلبت كبرياؤه وما أبقت من غروره إلا ما يحوله إلى شخص يعيش في محطة الانتظار، فيقف فيها منتظراً سماع صوت حبيبه... وفي مرحلة لاحقة يستسلم هذا الغرور أمام إدمان الصوت فيمد العاشق يده إلى الهاتف عازفاً مجموعة من الأرقام الغالية على قلبه، لكن كثيراً ماتغدو رنة الهاتف التي لا تنتهي بكلمة «آلو» من الطرف الآخر لعنة علينا تحبسنا في دائرة الندم على تصرف أهوج...
أذكر أن صديقتي المتيمة كانت تصف لي حالتها، فتقول: « تخيلي أن سعادتي أصبحت محصورة برنة من رقمه، أو بـ»مسج» تصلني منه»..
وعندما اسألها كيف سمحت لمجرد جهاز أن يتحول إلى دائك ودوائك، كانت تنظر إلى هذا الجهاز الخبيث حائرة بعيون حزينة.... مسكينة صديقتي، مازالت تنتظر أن يرن هاتفها بعد أن حاولت هي الاتصال بحبيبها إلا أنه لم يجب... وهكذا أصبحت حياتها معلقة بهاتفها الأرضي والجوال، فهي لا تغادر المنزل قبل أن تتأكد عدة مرات من وجود «الموبايل» معها، وهي كثيراً ما تتأكد من أن شريط الهاتف الأرضي موصول في نفس الجلسة.. لدرجة أنني صرت أجدها معلقة بالهاتف أكثر مما هي معلقة بحبيبها الذي تركها وحيدة على أطلال هاتف حب لا يرن، متسلحة بماض جميل موثق على موبايلها بهيئة رسائل إلكترونية حفظتها من كثرة ما قرأتها...
تقول أحلام مستغانمي في «عابر سرير» : « ليت صوتها يباع في الصيدليات لأشتريه، إنني أحتاج صوتها لأعيش، أحتاج أن أتناوله ثلاث مرات في اليوم، مرّة على الريق، ومرة قبل النوم، ومرة عندما يهجم عليّ الحزن أو الفرح كما الآن..... أي علم هذا الذي لا يستطيع وضع أصوات من نحب في أقراص، أو في زجاجة دواء نتناولها سراً، عندما نصاب بوعكة عاطفة، دون أن يدري صاحبها كم نحن نحتاجه؟؟».
لذلك، فليحذر العشاق هذا الجهاز قبل أن يصابوا بلعنته...
عدل سابقا من قبل H2O في 18/11/2009, 7:21 pm عدل 1 مرات