كلنا نسمع شعارات وندوات وأبحاث سياسية واقتصادية تناشد السلام وتبحث عنه في كل مكان. ولكن السلام ليس كلمة ضاعت من قرون بل هو حالة لصحة الكرة الأرضية.... بمعنى أنك حين تسأل شخص كيف الحال؟
سيقول لك: ماشي الحال.. عندي صداع اليوم..أحس بحرقة في معدتي..
كل هذه الأجوبة تدل على أن الشخص لا يعيش بسلام. سالم في صحته وفكره وروحه، بل هو مجبور على هذه الحياة. والذي يزيد الطين بلة!!! هو أن لا تفعل شيء حتى تعيش السلام وتعتمد على الآخرين يعني الطبيب وأمك وزوجتك يجب أن يعملوا شيء حتى ترتاح أنت!!! ولا أحد يعمل شيء؛ الطبيب يعمل على أبحاثه واختباراته وأمك تدعوا الله أن يشفيك وزوجتك....
هذا هو حال الأرض، من سنين وهي لا تحس بالسلام.
وبعدها جاءت الأديان وزاد الطين بلة... لأن الأديان تقتل الناس بإذن من الله....ومن ثم قسمنا الأرض وظهر السياسيين؛ نابليون وهتلر وملوك وأمراء ورؤساء جمهورية.... يقتلون ويقتلون.... إذن الأرض مريضة من ألوف السنين. هي لم تشهد السلام أبداً... إذن ماذا حل بالسلام؟!!!
لقد اعتمدت الأرض على الإنسان حتى يصنع السلام ولكننا انشغلنا بأبحاثنا وتجاربنا وكراسينا؛ وكذلك ندعوا الله أن يعم السلام؛ أو الفكرة ليست في تعميم السلام بل في المال العائد من الحروب وتجارة السلاح!!!
كلمة السلام من الناحية الأدبية هي اسم ولكن معناها هو فعل أي أن تعيش في سلام ويكون هذا السلام مستمر...
راقب اجتماعات القمة ومباحثات السلام الدولية؟ من يحاور من؟ ما هو الحوار؟ مَن هو المحاور؟ أكثر الدول المناشدة للسلام هي الدول التي تصنع الأسلحة... الدول المصرة على السلام هي التي تقوي الجيش في البر والبحر والجو... ثم ندعوا بحوار الحضارات وتوحيد الديانات...
هل يمكننا أن نحذف كلمة الجهاد والتعصب من الدين؟ هل يمكننا أن نغلق معامل الأسلحة؟ هل يمكننا أن نختار الرئيس المسالم دون تدخل السياسيين والخدع السياسية؟
هذه الشروط هي أول خطواتنا للسلام...لا تنتظروا تنظيف الأرض لنفسها لأنها لن تبالي لشيء إلا نفسها....