منتديات مبدعون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    توهج مرتجف ... !!!

    malek
    malek
    مـــؤســــس الـــمــوقــــــع
    مـــؤســــس الـــمــوقــــــع


    الـــجـــنـــس : : ذكر
    الــــبـــرج : : الحمل
    الأبراج الصينية : : الثعبان
    عدد الرسائل : : 2004
    الـــعــمــــر : : 35
    العــمــل/الـــتــرفـــيـــه : رئيس حركة الأيِ~افة بالحـــــمدانية
    مــاهـــو مــزاجـــك عـــادة : : غائم متقلب
    عــــــلـــــم دولـــتــــك : توهج مرتجف ... !!! Sy10
    تاريخ التسجيل : 08/02/2009
    نــقـاط الـعـضو : : 8274

    توهج مرتجف ... !!! Empty توهج مرتجف ... !!!

    مُساهمة من طرف malek 19/2/2009, 3:59 pm



    المقهى يعج بالناس , زوبعة مناقشاتهم و أحاديثهم المجنونة تهز المكان , هموم قوم تنفجر , يلوكون الكلمات , يحولونها إلى مضغ لينة , تختلط الرغبات لتكون فيما بينها سنفونية الحياة البائسة.
    أحمد يرمقني بشيء من الغرابة , هذه وسيلته في إثارة الحديث بيننا , لكن هذه المرة لم أقل شيئا , بقيت أحدق في وجهه , وقلبي يرثي حاله التعيس.
    كلما رأيتك يا صديقي تجتمع في مخيلتي كل معاني الشفقة أرثي حالك المنسوخ , أتأمل الخطوط المطلسمة التي رسمها الزمن على جبهتك , أشكالها صعب تفسيرها.
    كم أنت طيب القلب يا رفيقي , حبك للفن و الجمال أوقعك في ظلام حالك قاتل , إنك تتقزم كل يوم , حياتك كلها علامات تعجب و استفهام.
    مند نعومة أظافرك رحت تطارد فراشات خيالية , تقتفي أثر رموز و تمويهات لا معنى لها , تتيه وجدا بالأوراق المملوءة كتابة , تجعل من الحروف عقدا براقة ومن الكلمات عطرا منعشا.
    أذكر جيدا ذلك اليوم , لقيتك دون ميعاد و زهو الحياة و مرحها يزين ملامح وجهك , وقتها لم ترمقني بغرابة بادرتك بالسؤال عن السبب , جاء ردك بعد تلعثم غير مألوف : لقد ... لقد نشرت أول قصائدي ... رقصت أمامك فرحا .
    تمر الأيام تباعا , تطلع قصائدك على صفحات الجرائد الواحدة تلو الأخرى , يخرج أول ديوان لك إلى السوق.
    تتهاطل عليك رسائل المعجبين و المعجبات , تقرؤها بتمعن وتمتص منها رحيق العزيمة و المواصلة
    و الإصرار .
    أنت تشبه ورقة التوت , لا يكون البريق و اللمعان إلا بعد تدميرها .
    أشعر بيد تربت برفق على كتفي , ألتفت , أجد أحمد يضحك أين وصلت بك ناقة الأحلام , أعود بإحساسي إلى المكان , أحس بصداع خفيف يدغدغ جبهتي , إيه ... أنا هنا , لكن بعض الصداع يأخذ تفكيري , لكن ذعنا من هذا و حدثني عن أحوالك مع الإبداع و معاناتك مع الكتابة الأدبية .
    يرمقني بشرود باهت , يتغير لون وجهه , تظهر تجاعيد جديدة على خديه و جبهته , يفتح فمه كسمكة تبحث عن الهواء , الكتابة عالم آخر يا رفيقي , ليتني أستطيع الرجوع لكن الطريق أقترب من النهاية و العودة مستحيلة.
    أكتب كثيرا , أمزق أعدادا لا تحصى من الأوراق , ولادة عسيرة و الأبناء مصيرهم التشرد.
    قصائدي تتسول عبر الطرقات و الأزقة الضيقة , يتيمة رغم وجودي , أحيانا أشعر أنني بريء من كل ما قلته , شبابي كله أهديته لعالم الأفكار و الخيال , أقمت عشرين سنة في المدينة أكتب و أتسكع , أروي لأشجار الحدائق المدللة قصة أشجار قريتنا و حياة الهدوء و الصحة التي تعيشها , تجيبني بأسف و حسرة , لكن معاني حركات أغصانها لا أفهمها.
    يسكت دون سابق إنذار ما تبقى لا أعرفه لأنه متعلق بحل طلاسم الخطوط المتشابكة المرسومة على صفحة خديه و جبهته.

      الوقت/التاريخ الآن هو 28/11/2024, 5:26 am