الفهم هو القانون الوحيد
تقول القصة
لقد أتيتُ من عائلة حدثت فيها أربع حوادث انتحار بين أقرباء أمي...
ومن بينهم كانت جدتي...
كيف يؤثر هذا الأمر على موت الإنسان؟
ماذا يساعد للتغلّب على هذا الانحراف في الموت الذي أصبح عادة متكررة في العائلة؟
يا نور... إن ظاهرة الموت واحدة من أغمض الظواهر، وكذلك ظاهرة الانتحار...
لا تحكمي من مستوى ظاهري على الانتحار، فقد يكون ممثلاً لعدة أشياء.
فهمي الخاص للموضوع هو أن الناس الذين ينتحرون هم أكثر الناس حساسية في العالم، أناس أذكياء جداً... وبسبب حساسيتهم وذكائهم، يجدون أنه من الصعب جداً التماشي مع هذا العالم المريض نفسياً وعصبياً.
المجتمع بكامله مريض... مبني على أسس مجنونة مضطربة عصبياً... وتاريخه بكامله حافل بالجنون والعنف والحروب والدمار...
أحدهم يقول: "وطني وبلدي هو أعظم بلد في العالم"... هذا عبارة عن اضطراب عصبي وهذيان بكل بساطة!
أحدهم قول: "مذهبي وديني هو أعظم وأسمى دين في العالم والتاريخ كله"... هذا أيضاً مرض وهذيان...
وهذا الاضطراب قد تغلغل إلى الدم وأعماق العظم، وقد أصبح الناس بلهاء جداً ودون أي حساسية أو إحساس، عليهم أن يصبحوا هكذا وإلا فلن تكون الحياة ممكنة!
يجب عليك أن تفقد إحساسك لتتلاءم مع هذه الحياة البليدة من حولك، وإلا فستخرج عن التناغم مع تيار الحياة وطرقها...
وإذا بدأتَ تخرج عن التناغم مع المجتمع سيقول عنك المجتمع أنك مجنون...
المجتمع مجنون، لكنك إذا لم تضبط نفسك مع جنونه فسيُعلن أنك مجنون أمام الجميع.
لذلك إما عليك أن تجن، أو أن تجد طريقة للخروج من هذا المجتمع، وهذا هو الانتحار بالضبط....
الحياة قد أصبحت غير مُحتملة، ويبدو أنه من المستحيل التفاهم مع كثير من الناس حولك، وهم جميعاً مجانين غير عاقلين....
ماذا ستفعل إذا وُضعتَ في مستشفى للمجانين؟
حدث مرةً لأحد أصدقائي أنه كان في مستشفى للأمراض العقلية.
كان قد وُضع هناك من قبل المحكمة لمدة تسعة شهور... وبعد ستة شهور أصبح مجنوناً بالفعل -لذلك استطاع أن يقوم بما قام به- وجد زجاجة كبيرة في الحمام مليئة بالمواد الكيماوية وقام بشربها.
وعانى لمدة خمسة عشر يوماً من الإقياء والإسهال، وبسبب ذلك الإقياء والإسهال عاد إلى هذا العالم، عاد عاقلاً من جديد!
لقد نظف جسمه تماماً واختفى السم والمرض... قال لي أن الثلاثة أشهر الأخيرة كانت الأصعب على الإطلاق: "أول ستة شهور كانت جميلة لأنني أنا كنتُ مجنوناً، وكل الناس حولي مجانين أيضاً... كانت الأمور تجري بسهولة وروعة وبساطة دون أي مشكلة، لقد كنتُ متناغماً مع كل الجنون من حولي"
عندما شرب تلك المادة، ومرّت عليه تلك الأيام من الإقياء والإسهال، عن طريق الصدفة تم تنظيف جهازه العصبي وتجديده... وتطهّرت معدته وأمعاؤه أيضاً لأنه لم يكن قادراً على تناول أي شيء لمدة خمسة عشر يوماً.. وصام طويلاً بسبب الإقياء الشديد ونام في السرير... هذا كله ساعد جهازه العصبي فعاد سليماً عاقلاً من جديد...
ذهب إلى الأطباء وأخبرهم أنه أصبح عاقلاً، فضحكوا عليه وقالوا: "كل الناس هنا يقولون ذلك".. وكلما أصرّ أكثر، كلما أصرّوا هم أكثر وقالوا أن أي مجنون يقول هذا، إذهب إلى غرفتك وقم بعملك! لن تستطيع الخروج من هنا حتى يصدر قرار المحكمة بإخراجك.
تقول القصة
لقد أتيتُ من عائلة حدثت فيها أربع حوادث انتحار بين أقرباء أمي...
ومن بينهم كانت جدتي...
كيف يؤثر هذا الأمر على موت الإنسان؟
ماذا يساعد للتغلّب على هذا الانحراف في الموت الذي أصبح عادة متكررة في العائلة؟
يا نور... إن ظاهرة الموت واحدة من أغمض الظواهر، وكذلك ظاهرة الانتحار...
لا تحكمي من مستوى ظاهري على الانتحار، فقد يكون ممثلاً لعدة أشياء.
فهمي الخاص للموضوع هو أن الناس الذين ينتحرون هم أكثر الناس حساسية في العالم، أناس أذكياء جداً... وبسبب حساسيتهم وذكائهم، يجدون أنه من الصعب جداً التماشي مع هذا العالم المريض نفسياً وعصبياً.
المجتمع بكامله مريض... مبني على أسس مجنونة مضطربة عصبياً... وتاريخه بكامله حافل بالجنون والعنف والحروب والدمار...
أحدهم يقول: "وطني وبلدي هو أعظم بلد في العالم"... هذا عبارة عن اضطراب عصبي وهذيان بكل بساطة!
أحدهم قول: "مذهبي وديني هو أعظم وأسمى دين في العالم والتاريخ كله"... هذا أيضاً مرض وهذيان...
وهذا الاضطراب قد تغلغل إلى الدم وأعماق العظم، وقد أصبح الناس بلهاء جداً ودون أي حساسية أو إحساس، عليهم أن يصبحوا هكذا وإلا فلن تكون الحياة ممكنة!
يجب عليك أن تفقد إحساسك لتتلاءم مع هذه الحياة البليدة من حولك، وإلا فستخرج عن التناغم مع تيار الحياة وطرقها...
وإذا بدأتَ تخرج عن التناغم مع المجتمع سيقول عنك المجتمع أنك مجنون...
المجتمع مجنون، لكنك إذا لم تضبط نفسك مع جنونه فسيُعلن أنك مجنون أمام الجميع.
لذلك إما عليك أن تجن، أو أن تجد طريقة للخروج من هذا المجتمع، وهذا هو الانتحار بالضبط....
الحياة قد أصبحت غير مُحتملة، ويبدو أنه من المستحيل التفاهم مع كثير من الناس حولك، وهم جميعاً مجانين غير عاقلين....
ماذا ستفعل إذا وُضعتَ في مستشفى للمجانين؟
حدث مرةً لأحد أصدقائي أنه كان في مستشفى للأمراض العقلية.
كان قد وُضع هناك من قبل المحكمة لمدة تسعة شهور... وبعد ستة شهور أصبح مجنوناً بالفعل -لذلك استطاع أن يقوم بما قام به- وجد زجاجة كبيرة في الحمام مليئة بالمواد الكيماوية وقام بشربها.
وعانى لمدة خمسة عشر يوماً من الإقياء والإسهال، وبسبب ذلك الإقياء والإسهال عاد إلى هذا العالم، عاد عاقلاً من جديد!
لقد نظف جسمه تماماً واختفى السم والمرض... قال لي أن الثلاثة أشهر الأخيرة كانت الأصعب على الإطلاق: "أول ستة شهور كانت جميلة لأنني أنا كنتُ مجنوناً، وكل الناس حولي مجانين أيضاً... كانت الأمور تجري بسهولة وروعة وبساطة دون أي مشكلة، لقد كنتُ متناغماً مع كل الجنون من حولي"
عندما شرب تلك المادة، ومرّت عليه تلك الأيام من الإقياء والإسهال، عن طريق الصدفة تم تنظيف جهازه العصبي وتجديده... وتطهّرت معدته وأمعاؤه أيضاً لأنه لم يكن قادراً على تناول أي شيء لمدة خمسة عشر يوماً.. وصام طويلاً بسبب الإقياء الشديد ونام في السرير... هذا كله ساعد جهازه العصبي فعاد سليماً عاقلاً من جديد...
ذهب إلى الأطباء وأخبرهم أنه أصبح عاقلاً، فضحكوا عليه وقالوا: "كل الناس هنا يقولون ذلك".. وكلما أصرّ أكثر، كلما أصرّوا هم أكثر وقالوا أن أي مجنون يقول هذا، إذهب إلى غرفتك وقم بعملك! لن تستطيع الخروج من هنا حتى يصدر قرار المحكمة بإخراجك.