هل تصارح زوجتك بكل مشاعرك؟ وفي المواقف المختلفة؟
هل تحكي لزوجتك عن تاريخك الشخصي وحياتك قبل الارتباط؟
هل تحكي ما يحدث خلال اليوم؟
هل تظهر أفكارك وخططك ومشاريعك المستقبلية للطرف الآخر؟
هل تحكي عن نجاحاتك في الحياة للطرف الآخر؟
هل تستمع باهتمام للطرف الآخر عندما يحكي عن نجاحاته أوفشله في مواقف من الحياة؟
هل أنت كتاب مفتوح لشريك حياتك؟
أخي/ أختي الزوجة:
قد يرى بعض الأزواج أنه من الأفضل ألا يكون كتابًا مفتوحًا أمام شريكه، وأن يبقى التاريخ الشخصي سواء الناجح أو الفاشل داخل النفس حتى لا يستغله الطرف الآخر، ولا يكشف خططه ومشاريعه المستقبلية لأن الطرف الآخر قد يقف حجر عثرة أمام طموحاته, والأفضل إخفاء جزء من الحياة لأن الخصوصية مطلوبة بين الزوجين، وحتى لا يجلب الإنسان لنفسه عوامل تنغيص هو في غنى عنها.
إن عدم الإخلاص يمكن أن يكون حلًا لأجل قصير جدًا, أما الإخلاص والمصارحة فهما قانون الحياة المستمرة, ونحن نرى أن وجود قدر من الإخلاص والمصارحة يساعد في بناء الثقة بين الزوجين, وندعوكم إلى التعرف معنا على قانون يسمى قانون الإخلاص وهو: اكشف النقاب لشريك حياتك عن المعلومات التي تعرفها عن (نفسك وأفكارك, ومشاعرك, عاداتك، ما تحب وما تكره، تاريخ حياتك الشخصية, نشاطاتك اليومية، خططك المستقبلية).
ويمكن تقسيم هذا القانون إلى أربعة نقاط لمزيد من الفهم:
1. إخلاص عاطفي.
2. إخلاص تاريخي.
3. إخلاص وقتي.
4. إخلاص مستقبلي.
5. إخلاص عاطفي.
(أبدِ ردود فعلك العاطفية ـ إيجابية كانت أو سلبية ـ عن أحداث حياتك اليومية وخاصة تلك التي تكون تجاه سلوك شريكك) [بالمعروف، حتى يعود الدفء العاطفي إلى بيوتنا، د/ أكرم رضا، ص(192)].
إن الإخلاص العاطفي يُقرِّب بين الزوجين، والحياة الزوجية السعيدة تحتاج إلى تقارب كبير وعميق بين الزوجين، ولن يحدث هذا الإزدواج والتقارب إلا إذا عبَّر كل منهما بصدق وإخلاص للآخر عن مشاعره، ووقتها ستؤخذ أي شكوى بعين الاعتبار.
إن ظهور حالة الإخلاص هذه تعنى أن المشاعر قد تم التعبير عنها تمامًا، سواء تم حل المشكلة أو كانت في الطريق إلى الحل، ويستمر الإخلاص حتى أثناء حل كل مشكلة.
ولنأخذ مثالًا على ذلك:
إذا سألت الزوجة زوجها عن مشاعره تجاهها, ولماذا لا يذكر لها أنه يحبها باستمرار؟ فإنه يقوم بدوره بكل وضوح وصراحة ويقول لها إنه يحبها, ولكن لن يكرر لها ذلك كل يوم, وعليها فقط أن تتفهم مشاعره تجاهها دون ذكره ذلك باستمرار.
وهنا تفهم الزوجة كيف يفكر الزوج وفي الوقت نفسه تطمئن لمشاعره تجاهها وإخلاصه العاطفي لها.
وأقول لكل زوج وزوجة:
(على المرأة أن تشعر زوجها دائمًا بأهميته والحاجة إليه وأنه ناجح، وعلى الرجل أن يشعر زوجته بأنها مرغوب فيها دائمًا, وأن يؤكد باستمرار حبه لها وعند كل موقف) [الفرق بين الجنسين، د/ صلاح صالح الراشد، ص35].
إن المرأة تحب أن تسمع كلمة الحب من زوجها، وتطمئن بها على مكانتها لديه، بل وتطمئن على بقاء تلك المكانة، فالزوج الذكي هو الذي يقدم لزوجته كل يوم أسباب سعادته في هذه الحياة, والتي تتلخص في أنه يحب زوجته.
ولكن الرجل في الحقيقة لا يعرف التعبير عن حبه بهذه الصورة, ولكنه يقدم أكبر تعبير عن الحب وهو العمل المستمر لزيادة دخل أسرته, وتوفير حياة كريمة لزوجته وأولاده, وهذا من وجهة نظره قمة التعبير عن الحب.
كيف تعبر عن انفعالاتك السلبية؟
بعض الناس يصعب عليهم التحدث بصراحة عن انفعالاتهم السلبية تجاه الطرف الآخر، لأنهم يشعرون بخوف من أن تترجم ردود أفعالهم على أنها نقد لهم، والكثير من الأزواج يحاولون تجنب التعبير عن عواطفهم السلبية تجاه الطرف الآخر.
(إن الفشل في التعبير عن المشاعر السلبية تمنع الوصول إلى الحل في أي مشكلة اجتماعية, لأن المشكلة لم يتم التعبير عنها وغير واضحة للطرف الآخر، إن المشاعر السلبية ليست أحكامًا غير محترمة, وليست متطلبات أنانية، إنها ببساطة دليل على أن الزوجين لم يصلا حتى الآن إلى وفاق اجتماعي ناجح في حياتهما الزوجية.
إن التعبير عن المشاعر يختلف عن التعبير عن الرأي، فالمشاعر عبارة عن ردود فعل عاطفية للحياة, بينما الآراء هي اعتقادات وتصرفات، وإذا قام شريكك بإيذائك وأردت أن تعبر التعبير الصحيح عن هذا، فقل له ببساطة إن هذا التصرف يضايقك, ولا تقل له إنه يجب ألا يفعل ذلك مرة أخرى، لأن هذا إصدار أحكام...) [بالمعروف، د/ أكرم رضا، ص193-194 بتصرف يسير].
كيف تعبر عن انفعالاتك بإيجابية؟
من السهل التعبير عن الانفعالات الإيجابية, وهو التعبير عن الشعور بشكل طيب، فإذا أشعرك شريكك بشعور طيب, عندما تعبر من شعوره بصدق ووضوح، فبالطبع ستقدم أنت أيضًا لشريكك شعورًا طيبًا مثله.
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان:
مثال: تقول الزوجة لزوجها: أنا فخورة جدًا بك وكل يوم يزيد حبي لك, فيرد الزوج وأنا أيضًا فخور جدًا بك وكل يوم أرتبط بك أكثر وأحبك, بشكل مختلف, ومن هنا نفهم أن الإخلاص العاطفي يساعدنا على تفهم الانفعالات العاطفية لشريكك الآخر، وردود فعله الإيجابية والسلبية والتعبير عن ذلك بشكل مناسب, ولائق.
1. الإخلاص التاريخي (الماضي):
(أخبر شريكك بمعلومات عن تاريخ حياتك الشخصية, وخاصة عن تلك الأحداث، التي تظهر ضعفك الشخصي أو فشلك في بعض الأحيان) [بالمعروف، د/ أكرم رضا، ص194].
لا ينسى الإنسان الماضي فهو موجود في الذاكرة وجزء من حياته وشخصيته, ويرى علماء النفس أن الإنسان يحمل صندوقًا من الخبرات الأليمة والسارة التي تؤثر على حياته, ومن أمثلة التجارب الأليمة التعرض لحادث سيارة أو الرسوب في الامتحان، أو التعرض لعضة كلب, أو الخوف من الظلام بسبب تخويف الأهل له وهو صغير وحبسه في غرفة مظلمة.
وأعرف امرأة تخاف من اقتراب السيارة منها لأنها رأت والدتها وهي طفلة صغيرة, تصدمها سيارة ووقعت الأم على الأرض وأصيبت بجروح أمام ابنتها الطفلة, وهذا الموقف يفسر خوفها من السيارة وهي كبيرة لرؤيتها لهذا الحادث أمامها، وفي علاج الحالات النفسية هناك ما يسمى بالعلاج بخط الزمن أي بمعنى معرفة تاريخ الحالة والمؤثرات التي أثرت عليها والتجارب الأليمة والسارة التي مرت بها, وكل ذلك يساعد في علاج الحالة.
وبتعبير الإنسان عن أخطائه السابقة، فإن شريكه يمكن أن يتفهم ضعفه، وبالتالي يمكن أن يتجنب المشكلة ببعض ما حدث في الماضي من أخطاء أو فشل من خلال إجابتك عن أسئلة بشكل صريح وواضح، أو من خلال استغلال المواقف.
وعلى الطرف الآخر أن يتفهم ما سمع من شريكه لأن مشاكل الماضي قد تكون هي الأسباب الرئيسية في مشاكل المستقبل.
2. لا تبح بهذه المعلومات:
وهي المعلومات المتعلقة بالشرف والعرض والسمعة, فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المجاهرة بالذنب, وإذا ستر الله الإنسان فلا يفضح هو نفسه.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(كل أمتى معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا, وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله) [متفق عليه].
ولا يبوح الإنسان أيضًا بعلاقات الماضي من باب إيذاء الطرف الآخر بهذه المعلومات، فهذه الصراحة مرفوضة لأن الباعث عليها ليس الإخلاص ولكن الدافع هو الغضب وإيذاء الشريك الآخر.
3. الإخلاص الحالي (الحاضر):
(أخبر شريكك بمعلومات عن الأحداث التي تمر بك في اليوم, وأمده بجدول نشاطاتك ومواعيدك اليومية وخاصة تلك النشاطات أو الأحداث التي تؤثر في شريكك) [بالمعروف، د/ أكرم رضا ص196].
الأزواج الناجحون يتعاونون في نشاطاتهم اليومية, أما الزيجات غير الناجحة فلا يهتم الطرفان كلٌ منهما بتعرف الآخر جدوله اليومي, ويعتقد أحد الزوجين أن شريكه يعترض على أي نشاط من نشاطاته.
إن تبادل الزوجين لجدولهما اليومي يمكن أن يعطي الفرصة لمعرفة كيف يقضي كل منهما وقته, وبالطبع كل ما تقوم به يكون له أثره على شريكك.
وأنا أعرف زوجة تسأل زوجها عن جدوله اليومي, وهل سيأتي على الغداء أم لا وكان زوجها يدرس في الدراسات العليا؛ فكانت تعلق جدول مواعيد المحاضرات فوق المكتب؛ لتعرف مواعيده وتنسق بين مواعيدها ومواعيده.
وأخرى تطلب مشاركة زوجها في تخطيط وتنظيم وقتها ووضع جدول لأعمالها اليومية لإنجاز أعمالها.
وبهذا يحاول الزوجان البعد عن الوقوع في المشاكل بسبب تضارب المواعيد وعدم التنسيق بينها.
4. الإخلاص المستقبلي:
(أظهر لشريكك أفكارك وخططك عن نشاطاتك ومهامك المستقبلية) [بالمعروف، د/ أكرم رضا ص197].
هناك أزواج كثيرون يقوم كل منهما بوضع خططه عل انفراد دون مشاركة الطرف الآخر له، ولكن لماذا؟ لأنه لا يريد أن يغير خططه حتى ولو عبر له شريكه عن انفعالاته السلبية تجاه هذه الخطط, ويعتقد هذا الشريك أن شرح خططه المستقبلية سوف يقابل بالتأنيب أو الرفض، وقد يكون الشريك الآخر حجر عثرة أمام الخطط المستقبلية.
وهناك البعض الآخر، لا يقدم خطط المستقبلية لشريكه لأنه يعتقد أن شريكه لا يهتم بذلك على الإطلاق، فلا داعي لطرحها عليه.
ونحن نرى أنك إذا لم تخبر شريكك بخططك فإنك بذلك تتركه في ظلام داكن, وهذا بالطبع يؤثر على علاقة الحب بينكما.
وإذا رأى شريكك نجاح خططك التي أخبرته بها فسوف يكون ممنونًا وسعيدًا، بهذه الإنجازات التي بالطبع تؤثر على الحياة الزوجية عمومًا, وأنا أعرف زوجين حياتهما تمر بمراحل من الناحية المادية والعلمية وتحقيق الإنجازات, وفي جلسات متفرقة يتفقان فيها على تحقيق الخطة القادمة التي اتفقا عليها مسبقًا، وفي نهاية كل مرحلة والنجاح في تحقيق الإنجاز يحتفلان بانتهاء أهداف هذه المرأة، ويبدآن مرحلة جديدة وهكذا.
ماذا بعد الكلام؟
1. صارح زوجك/ زوجتك بمشاعرك العاطفية تجاهه.
2. احكى لشريكك عن تاريخك الشخصي وذكريات حياتك لتفهم شخصيتك أكثر.
3. لا تبح بمعلومات متعلقة بالشرف والعرض والسمعة.
4. اجلسا معًا لوضع جدول للنشاطات والمواعيد اليومية.
5. أظهر لشريكك أفكارك وخططك عن نشاطاتك المستقبلية.
منقول
هل تحكي لزوجتك عن تاريخك الشخصي وحياتك قبل الارتباط؟
هل تحكي ما يحدث خلال اليوم؟
هل تظهر أفكارك وخططك ومشاريعك المستقبلية للطرف الآخر؟
هل تحكي عن نجاحاتك في الحياة للطرف الآخر؟
هل تستمع باهتمام للطرف الآخر عندما يحكي عن نجاحاته أوفشله في مواقف من الحياة؟
هل أنت كتاب مفتوح لشريك حياتك؟
أخي/ أختي الزوجة:
قد يرى بعض الأزواج أنه من الأفضل ألا يكون كتابًا مفتوحًا أمام شريكه، وأن يبقى التاريخ الشخصي سواء الناجح أو الفاشل داخل النفس حتى لا يستغله الطرف الآخر، ولا يكشف خططه ومشاريعه المستقبلية لأن الطرف الآخر قد يقف حجر عثرة أمام طموحاته, والأفضل إخفاء جزء من الحياة لأن الخصوصية مطلوبة بين الزوجين، وحتى لا يجلب الإنسان لنفسه عوامل تنغيص هو في غنى عنها.
إن عدم الإخلاص يمكن أن يكون حلًا لأجل قصير جدًا, أما الإخلاص والمصارحة فهما قانون الحياة المستمرة, ونحن نرى أن وجود قدر من الإخلاص والمصارحة يساعد في بناء الثقة بين الزوجين, وندعوكم إلى التعرف معنا على قانون يسمى قانون الإخلاص وهو: اكشف النقاب لشريك حياتك عن المعلومات التي تعرفها عن (نفسك وأفكارك, ومشاعرك, عاداتك، ما تحب وما تكره، تاريخ حياتك الشخصية, نشاطاتك اليومية، خططك المستقبلية).
ويمكن تقسيم هذا القانون إلى أربعة نقاط لمزيد من الفهم:
1. إخلاص عاطفي.
2. إخلاص تاريخي.
3. إخلاص وقتي.
4. إخلاص مستقبلي.
5. إخلاص عاطفي.
(أبدِ ردود فعلك العاطفية ـ إيجابية كانت أو سلبية ـ عن أحداث حياتك اليومية وخاصة تلك التي تكون تجاه سلوك شريكك) [بالمعروف، حتى يعود الدفء العاطفي إلى بيوتنا، د/ أكرم رضا، ص(192)].
إن الإخلاص العاطفي يُقرِّب بين الزوجين، والحياة الزوجية السعيدة تحتاج إلى تقارب كبير وعميق بين الزوجين، ولن يحدث هذا الإزدواج والتقارب إلا إذا عبَّر كل منهما بصدق وإخلاص للآخر عن مشاعره، ووقتها ستؤخذ أي شكوى بعين الاعتبار.
إن ظهور حالة الإخلاص هذه تعنى أن المشاعر قد تم التعبير عنها تمامًا، سواء تم حل المشكلة أو كانت في الطريق إلى الحل، ويستمر الإخلاص حتى أثناء حل كل مشكلة.
ولنأخذ مثالًا على ذلك:
إذا سألت الزوجة زوجها عن مشاعره تجاهها, ولماذا لا يذكر لها أنه يحبها باستمرار؟ فإنه يقوم بدوره بكل وضوح وصراحة ويقول لها إنه يحبها, ولكن لن يكرر لها ذلك كل يوم, وعليها فقط أن تتفهم مشاعره تجاهها دون ذكره ذلك باستمرار.
وهنا تفهم الزوجة كيف يفكر الزوج وفي الوقت نفسه تطمئن لمشاعره تجاهها وإخلاصه العاطفي لها.
وأقول لكل زوج وزوجة:
(على المرأة أن تشعر زوجها دائمًا بأهميته والحاجة إليه وأنه ناجح، وعلى الرجل أن يشعر زوجته بأنها مرغوب فيها دائمًا, وأن يؤكد باستمرار حبه لها وعند كل موقف) [الفرق بين الجنسين، د/ صلاح صالح الراشد، ص35].
إن المرأة تحب أن تسمع كلمة الحب من زوجها، وتطمئن بها على مكانتها لديه، بل وتطمئن على بقاء تلك المكانة، فالزوج الذكي هو الذي يقدم لزوجته كل يوم أسباب سعادته في هذه الحياة, والتي تتلخص في أنه يحب زوجته.
ولكن الرجل في الحقيقة لا يعرف التعبير عن حبه بهذه الصورة, ولكنه يقدم أكبر تعبير عن الحب وهو العمل المستمر لزيادة دخل أسرته, وتوفير حياة كريمة لزوجته وأولاده, وهذا من وجهة نظره قمة التعبير عن الحب.
كيف تعبر عن انفعالاتك السلبية؟
بعض الناس يصعب عليهم التحدث بصراحة عن انفعالاتهم السلبية تجاه الطرف الآخر، لأنهم يشعرون بخوف من أن تترجم ردود أفعالهم على أنها نقد لهم، والكثير من الأزواج يحاولون تجنب التعبير عن عواطفهم السلبية تجاه الطرف الآخر.
(إن الفشل في التعبير عن المشاعر السلبية تمنع الوصول إلى الحل في أي مشكلة اجتماعية, لأن المشكلة لم يتم التعبير عنها وغير واضحة للطرف الآخر، إن المشاعر السلبية ليست أحكامًا غير محترمة, وليست متطلبات أنانية، إنها ببساطة دليل على أن الزوجين لم يصلا حتى الآن إلى وفاق اجتماعي ناجح في حياتهما الزوجية.
إن التعبير عن المشاعر يختلف عن التعبير عن الرأي، فالمشاعر عبارة عن ردود فعل عاطفية للحياة, بينما الآراء هي اعتقادات وتصرفات، وإذا قام شريكك بإيذائك وأردت أن تعبر التعبير الصحيح عن هذا، فقل له ببساطة إن هذا التصرف يضايقك, ولا تقل له إنه يجب ألا يفعل ذلك مرة أخرى، لأن هذا إصدار أحكام...) [بالمعروف، د/ أكرم رضا، ص193-194 بتصرف يسير].
كيف تعبر عن انفعالاتك بإيجابية؟
من السهل التعبير عن الانفعالات الإيجابية, وهو التعبير عن الشعور بشكل طيب، فإذا أشعرك شريكك بشعور طيب, عندما تعبر من شعوره بصدق ووضوح، فبالطبع ستقدم أنت أيضًا لشريكك شعورًا طيبًا مثله.
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان:
مثال: تقول الزوجة لزوجها: أنا فخورة جدًا بك وكل يوم يزيد حبي لك, فيرد الزوج وأنا أيضًا فخور جدًا بك وكل يوم أرتبط بك أكثر وأحبك, بشكل مختلف, ومن هنا نفهم أن الإخلاص العاطفي يساعدنا على تفهم الانفعالات العاطفية لشريكك الآخر، وردود فعله الإيجابية والسلبية والتعبير عن ذلك بشكل مناسب, ولائق.
1. الإخلاص التاريخي (الماضي):
(أخبر شريكك بمعلومات عن تاريخ حياتك الشخصية, وخاصة عن تلك الأحداث، التي تظهر ضعفك الشخصي أو فشلك في بعض الأحيان) [بالمعروف، د/ أكرم رضا، ص194].
لا ينسى الإنسان الماضي فهو موجود في الذاكرة وجزء من حياته وشخصيته, ويرى علماء النفس أن الإنسان يحمل صندوقًا من الخبرات الأليمة والسارة التي تؤثر على حياته, ومن أمثلة التجارب الأليمة التعرض لحادث سيارة أو الرسوب في الامتحان، أو التعرض لعضة كلب, أو الخوف من الظلام بسبب تخويف الأهل له وهو صغير وحبسه في غرفة مظلمة.
وأعرف امرأة تخاف من اقتراب السيارة منها لأنها رأت والدتها وهي طفلة صغيرة, تصدمها سيارة ووقعت الأم على الأرض وأصيبت بجروح أمام ابنتها الطفلة, وهذا الموقف يفسر خوفها من السيارة وهي كبيرة لرؤيتها لهذا الحادث أمامها، وفي علاج الحالات النفسية هناك ما يسمى بالعلاج بخط الزمن أي بمعنى معرفة تاريخ الحالة والمؤثرات التي أثرت عليها والتجارب الأليمة والسارة التي مرت بها, وكل ذلك يساعد في علاج الحالة.
وبتعبير الإنسان عن أخطائه السابقة، فإن شريكه يمكن أن يتفهم ضعفه، وبالتالي يمكن أن يتجنب المشكلة ببعض ما حدث في الماضي من أخطاء أو فشل من خلال إجابتك عن أسئلة بشكل صريح وواضح، أو من خلال استغلال المواقف.
وعلى الطرف الآخر أن يتفهم ما سمع من شريكه لأن مشاكل الماضي قد تكون هي الأسباب الرئيسية في مشاكل المستقبل.
2. لا تبح بهذه المعلومات:
وهي المعلومات المتعلقة بالشرف والعرض والسمعة, فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المجاهرة بالذنب, وإذا ستر الله الإنسان فلا يفضح هو نفسه.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(كل أمتى معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملًا ثم يصبح وقد ستره الله عليه فيقول: يا فلان عملت البارحة كذا وكذا, وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله) [متفق عليه].
ولا يبوح الإنسان أيضًا بعلاقات الماضي من باب إيذاء الطرف الآخر بهذه المعلومات، فهذه الصراحة مرفوضة لأن الباعث عليها ليس الإخلاص ولكن الدافع هو الغضب وإيذاء الشريك الآخر.
3. الإخلاص الحالي (الحاضر):
(أخبر شريكك بمعلومات عن الأحداث التي تمر بك في اليوم, وأمده بجدول نشاطاتك ومواعيدك اليومية وخاصة تلك النشاطات أو الأحداث التي تؤثر في شريكك) [بالمعروف، د/ أكرم رضا ص196].
الأزواج الناجحون يتعاونون في نشاطاتهم اليومية, أما الزيجات غير الناجحة فلا يهتم الطرفان كلٌ منهما بتعرف الآخر جدوله اليومي, ويعتقد أحد الزوجين أن شريكه يعترض على أي نشاط من نشاطاته.
إن تبادل الزوجين لجدولهما اليومي يمكن أن يعطي الفرصة لمعرفة كيف يقضي كل منهما وقته, وبالطبع كل ما تقوم به يكون له أثره على شريكك.
وأنا أعرف زوجة تسأل زوجها عن جدوله اليومي, وهل سيأتي على الغداء أم لا وكان زوجها يدرس في الدراسات العليا؛ فكانت تعلق جدول مواعيد المحاضرات فوق المكتب؛ لتعرف مواعيده وتنسق بين مواعيدها ومواعيده.
وأخرى تطلب مشاركة زوجها في تخطيط وتنظيم وقتها ووضع جدول لأعمالها اليومية لإنجاز أعمالها.
وبهذا يحاول الزوجان البعد عن الوقوع في المشاكل بسبب تضارب المواعيد وعدم التنسيق بينها.
4. الإخلاص المستقبلي:
(أظهر لشريكك أفكارك وخططك عن نشاطاتك ومهامك المستقبلية) [بالمعروف، د/ أكرم رضا ص197].
هناك أزواج كثيرون يقوم كل منهما بوضع خططه عل انفراد دون مشاركة الطرف الآخر له، ولكن لماذا؟ لأنه لا يريد أن يغير خططه حتى ولو عبر له شريكه عن انفعالاته السلبية تجاه هذه الخطط, ويعتقد هذا الشريك أن شرح خططه المستقبلية سوف يقابل بالتأنيب أو الرفض، وقد يكون الشريك الآخر حجر عثرة أمام الخطط المستقبلية.
وهناك البعض الآخر، لا يقدم خطط المستقبلية لشريكه لأنه يعتقد أن شريكه لا يهتم بذلك على الإطلاق، فلا داعي لطرحها عليه.
ونحن نرى أنك إذا لم تخبر شريكك بخططك فإنك بذلك تتركه في ظلام داكن, وهذا بالطبع يؤثر على علاقة الحب بينكما.
وإذا رأى شريكك نجاح خططك التي أخبرته بها فسوف يكون ممنونًا وسعيدًا، بهذه الإنجازات التي بالطبع تؤثر على الحياة الزوجية عمومًا, وأنا أعرف زوجين حياتهما تمر بمراحل من الناحية المادية والعلمية وتحقيق الإنجازات, وفي جلسات متفرقة يتفقان فيها على تحقيق الخطة القادمة التي اتفقا عليها مسبقًا، وفي نهاية كل مرحلة والنجاح في تحقيق الإنجاز يحتفلان بانتهاء أهداف هذه المرأة، ويبدآن مرحلة جديدة وهكذا.
ماذا بعد الكلام؟
1. صارح زوجك/ زوجتك بمشاعرك العاطفية تجاهه.
2. احكى لشريكك عن تاريخك الشخصي وذكريات حياتك لتفهم شخصيتك أكثر.
3. لا تبح بمعلومات متعلقة بالشرف والعرض والسمعة.
4. اجلسا معًا لوضع جدول للنشاطات والمواعيد اليومية.
5. أظهر لشريكك أفكارك وخططك عن نشاطاتك المستقبلية.
منقول