كان هناك زوجين ربطت بينهما علاقة حب وصداقة قوية حيث كان كل منهما لا يجد راحته إلا بقرب الآخر
إلا أنهما مختلفين تماماً في الطباع
فالرجل (هادئ ولا يغضب في أصعب الظروف)
وعلى العكس زوجته (حادة وتغضب لأتفه الأمور)
وفي أحد الأيام سافرا معاً في رحلة بحرية أمضت السفينة عدة أيام في البحر وبعدها ثارت عاصفة كادت أن تودي بالسفينة،
فالرياح
مضادة والأمواج هائجة .. إلى أن امتلأت السفينة بالمياه وانتشر الذعر وعم
الخوف بين جميع الركاب حتى قائد السفينة لم يخفي على الركاب أنهم في خطر
وأن فرصة النجاة تحتاج إلى معجزة من الله
لم تتمالك الزوجة أعصابها فأخذت تصرخ خائفة وهي لاتدري ماذا تصنع ..
فذهبت مسرعة نحو زوجها لعلها تجد حلاً للنجاة من هذا الخطر وقد كان جميع الركاب في حالة من الهياج والذعر
لكنها فوجئت بالزوج كعادته جالساً هادئاً ..!!! فازدادت غضباً واتّهمتهُ بالبرود واللامبالاه
نظر إليها الزوج وبوجه عابس وعين غاضبة ثم استل خنجره ووضعه على صدرها
وقال لها بلهجة جادة وصوت حاد: ألا تخافين من الخنجر؟
نظرت إليه وقالت: لا
فقال لها: لماذا ؟
فقالت: لأنه ممسوك في يد من أثق به واحبه ؟
فابتسم وقال لها: هكذا أنا، فهذه الأمواج الهائجة ممسوكة بيد من أثق به وأحبه فلماذا الخوف إن كان هو المسيطر على كل الأمور ؟
وقفـة
إذا أتعبتك أمواج الحياة ..
وعصفت بك الرياح وصار كل شيء ضدك ..
لا تخف !
فالله يحبك
وهو الذي لديه القدرة على كل ريح عاصفة ..
لا تخف !
هو يعرفك أكثر مما تعرف أنت نفسك ؟؟؟
ويكشف مستقبلك الذي لا تعلم عنه شيء فهو يعلم السّر وأخفى ..
إن كنت تحبه فثق به تماماً واترك أمورك له
فهو يحبك