السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
[b]سماع أصوات أهل القبور
[b]....................................
[b]
[b]السّؤال:
[b]هل يمكن سماع عذاب القبر؟
وما الحكم في الأصوات التي كثر السؤال عنها والتي جاءت في شريط (البرزخ) ، حيث يزعم من سجلها أنها أصوات لأناس يعذبون؟
[b]/
/
/
[b]
[b]الجواب:
[b]أولاً: إن فتنة القبر ونعيمه وعذابه وسائر احوال الآخرة، تعد من مسائل
العقيدة ومن قضايا الايمان التي لا تؤخذ الا من النصوص الشرعية الثابتة،
ولا تؤخذ من الأحاديث الضعيفة ولا الاخبار الكاذبة ولا القصص الموهومة،
كما قرره العلماء المحققون.
[b]ثانياً: بين النبي صلى اللّه عليه وسلم أن عذاب القبر لا يسمعه الأنس ولا
الجن كما جاء في الحديث الصحيح ان العبد الكافر أو الفاجر بعد سؤاله في
قبره يضرب بمطرقة فيصيح صيحة يسمعه كل شيء الا الثقلين (اخرجه ابو داود
وغيره).
وقد اعطى اللّه عز وجل نبيه صلى اللّه عليه وسلم القدرة على سماع المعذبين
في قبورهم كما قال صلى اللّه عليه وسلم لما مر بقبرين: " إنهما ليعذبان
وما يعذبان في كبير.. "(متفق عليه)
وقد ذكر صلى اللّه عليه وسلم الحكمة في ان الناس لا تسمع اصوات المعذبين
فقال: " إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا ان لا تدافنوا لدعوت اللّه
ان يسمعكم من عذاب القبر الذي اسمع منه " (اخرجه مسلم).
قال القرطبي في المفهم: " امتناع التدافن لو سمع عذاب القبر يحتمل أن يكون
سببه: غلبة الخوف عند سماعه، فيغلب الخوف على الحي فلا يقدر على قرب القبر
للدفن، أو يهلك الحي عند سماعه إذ لا يطاق سماع شيء من عذاب اللّه في هذه
الدار، بل بنفس سماعه يهلك السامع لضعف القوى في هذه الدار، الا ترى انه
اذا سمع الناس صعقة الرعد القاصف أو الزلازل الهائلة هلك كثير من الناس،
وأين صعقة الرعد من صيحة الذي تضربه الملائكة بمطارق الحديد التي يسمعها
كل من يليه الا الثقلين؟ وقد قال صلى اللّه عليه وسلم:
" لو سمعها إنسان لصعق " (أخرجه البخاري).
[b]وقال الشيخ ابن سعدي: " ومن رحمة اللّه أن نعيم البرزخ وعذابه لا يحس به
الإنس والجن بمشاعرهم، لأن اللّه تعالى جعله من الغيب ولو أظهره لفاتت
الحكمة المطلوب".
[b]ثالثاً: مع أن الأصل أن الإنس والجن لا يسمعون عذاب القبر ، إلا أن النصوص لا تمنع من سماع ذلك في بعض الأحيان لبعض الأشخاص، وقد جاء
في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية ما يفيد أنه يمكن سماع صوت المعذبين وذلك
في أحوال استثنائية وليست قاعدة عامة كلية فقال: " وقد سمع غير واحد أصوات
المعذبين في قبورهم، وقد شوهد من يخرج من قبره وهو معذب ومن يقعد بدنه
أيضاً إذا قوي الأمر، لكن هذا ليس لازماً في حق كل ميت، كما أن قعود بدن
النائم لما يراه ليس لازماً لكل نائم بل هو بحسب القدرة " (مجموع الفتاوى
0 (5/526).
[b]وقال رحمه اللّه عن عذاب القبر: " فقد يكشف لكثير من ابناء زماننا يقظة
ومناماً ويعلمون ذلك ويتحققونه وعندنا من ذلك أمور كثيرة، لكن الجواب في
المسائل العلمية يعتمد فيه على ما جاء به الكتاب والسنة، فإنه يجب على
الخلق التصديق به، وما كشف للإنسان من ذلك أو أخبره به من هو صادق عنده،
فهذا ينتفع به من علمه ويكون ذلك مما يزيده إيماناً وتصديقاً بما جاءت به
النصوص، ولكن لا يجب على جميع الخلق الإيمان بغير ما جاءت به الأنبياء،
فإن اللّه عز وجل أوجب الإيمان بغير ما جاءت به الأنبياء"" أ هـ (376/24).
[b]والهيئة الشرعية تنصح عموم المسلمين بعدم الركوب الى مثل هذه الاخبار
المحتملة للصواب والخطأ، وألا يسلموا قلوبهم وعقولهم لكل ما يحكى ويقال في
أمور الغيب، لئلا يقعوا في الكذب على اللّه ورسوله صلى اللّه عليه وسلم
والقول في الدين بغير علم.
[b]
[b]
[b]/
/
من فتاوى الهيئة الشرعية بجمعية إحياء التراثالإسلامي، بدولة الكُويت.[/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b]
[b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][b]سماع أصوات أهل القبور
[b]....................................
[b]
[b]السّؤال:
[b]هل يمكن سماع عذاب القبر؟
وما الحكم في الأصوات التي كثر السؤال عنها والتي جاءت في شريط (البرزخ) ، حيث يزعم من سجلها أنها أصوات لأناس يعذبون؟
[b]/
/
/
[b]
[b]الجواب:
[b]أولاً: إن فتنة القبر ونعيمه وعذابه وسائر احوال الآخرة، تعد من مسائل
العقيدة ومن قضايا الايمان التي لا تؤخذ الا من النصوص الشرعية الثابتة،
ولا تؤخذ من الأحاديث الضعيفة ولا الاخبار الكاذبة ولا القصص الموهومة،
كما قرره العلماء المحققون.
[b]ثانياً: بين النبي صلى اللّه عليه وسلم أن عذاب القبر لا يسمعه الأنس ولا
الجن كما جاء في الحديث الصحيح ان العبد الكافر أو الفاجر بعد سؤاله في
قبره يضرب بمطرقة فيصيح صيحة يسمعه كل شيء الا الثقلين (اخرجه ابو داود
وغيره).
وقد اعطى اللّه عز وجل نبيه صلى اللّه عليه وسلم القدرة على سماع المعذبين
في قبورهم كما قال صلى اللّه عليه وسلم لما مر بقبرين: " إنهما ليعذبان
وما يعذبان في كبير.. "(متفق عليه)
وقد ذكر صلى اللّه عليه وسلم الحكمة في ان الناس لا تسمع اصوات المعذبين
فقال: " إن هذه الأمة تبتلى في قبورها، فلولا ان لا تدافنوا لدعوت اللّه
ان يسمعكم من عذاب القبر الذي اسمع منه " (اخرجه مسلم).
قال القرطبي في المفهم: " امتناع التدافن لو سمع عذاب القبر يحتمل أن يكون
سببه: غلبة الخوف عند سماعه، فيغلب الخوف على الحي فلا يقدر على قرب القبر
للدفن، أو يهلك الحي عند سماعه إذ لا يطاق سماع شيء من عذاب اللّه في هذه
الدار، بل بنفس سماعه يهلك السامع لضعف القوى في هذه الدار، الا ترى انه
اذا سمع الناس صعقة الرعد القاصف أو الزلازل الهائلة هلك كثير من الناس،
وأين صعقة الرعد من صيحة الذي تضربه الملائكة بمطارق الحديد التي يسمعها
كل من يليه الا الثقلين؟ وقد قال صلى اللّه عليه وسلم:
" لو سمعها إنسان لصعق " (أخرجه البخاري).
[b]وقال الشيخ ابن سعدي: " ومن رحمة اللّه أن نعيم البرزخ وعذابه لا يحس به
الإنس والجن بمشاعرهم، لأن اللّه تعالى جعله من الغيب ولو أظهره لفاتت
الحكمة المطلوب".
[b]ثالثاً: مع أن الأصل أن الإنس والجن لا يسمعون عذاب القبر ، إلا أن النصوص لا تمنع من سماع ذلك في بعض الأحيان لبعض الأشخاص، وقد جاء
في كلام شيخ الاسلام ابن تيمية ما يفيد أنه يمكن سماع صوت المعذبين وذلك
في أحوال استثنائية وليست قاعدة عامة كلية فقال: " وقد سمع غير واحد أصوات
المعذبين في قبورهم، وقد شوهد من يخرج من قبره وهو معذب ومن يقعد بدنه
أيضاً إذا قوي الأمر، لكن هذا ليس لازماً في حق كل ميت، كما أن قعود بدن
النائم لما يراه ليس لازماً لكل نائم بل هو بحسب القدرة " (مجموع الفتاوى
0 (5/526).
[b]وقال رحمه اللّه عن عذاب القبر: " فقد يكشف لكثير من ابناء زماننا يقظة
ومناماً ويعلمون ذلك ويتحققونه وعندنا من ذلك أمور كثيرة، لكن الجواب في
المسائل العلمية يعتمد فيه على ما جاء به الكتاب والسنة، فإنه يجب على
الخلق التصديق به، وما كشف للإنسان من ذلك أو أخبره به من هو صادق عنده،
فهذا ينتفع به من علمه ويكون ذلك مما يزيده إيماناً وتصديقاً بما جاءت به
النصوص، ولكن لا يجب على جميع الخلق الإيمان بغير ما جاءت به الأنبياء،
فإن اللّه عز وجل أوجب الإيمان بغير ما جاءت به الأنبياء"" أ هـ (376/24).
[b]والهيئة الشرعية تنصح عموم المسلمين بعدم الركوب الى مثل هذه الاخبار
المحتملة للصواب والخطأ، وألا يسلموا قلوبهم وعقولهم لكل ما يحكى ويقال في
أمور الغيب، لئلا يقعوا في الكذب على اللّه ورسوله صلى اللّه عليه وسلم
والقول في الدين بغير علم.
[b]
[b]
[b]/
/
من فتاوى الهيئة الشرعية بجمعية إحياء التراثالإسلامي، بدولة الكُويت.[/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b]