ساعد و حصد نجاح فلمنغ

منذ قرن مضى تقريبا" ، كان فتى من إحدى الأسر الانكليزية الغنية في رحلة إلى إحدى قرى اسكتلند، وفيما كان يسبح في إحدى بحيراتها أصيبت قدمه بتقلص شديد مفاجئ ، فصرخ طالبا" النجدة .. وما هي إلاّ لحظات حتى وجد نفسه بين ذراعي فلاح صغير السن سمع صراخه وجاء إلى إنقاذه من ذلك الموت الأكيد. وبعد إتمام عملية الإنقاذ دار بينهما حوار،عرف منه الفتى أن ذلك الفلاح الصغير لديه رغبة شديدة في دراسة الطب. فأبلغ والديه بما حدث معه، فرصد أبوه مبلغا" مناسبا" لهذا الأمر.
لمع ذلك الفتى الفلاح في الطب، وفي عام (1928) أحدث دويا" هائلا" باكتشافه مادة البنسلين القاتلة للميكروبات. نعم إنه الدكتور ألكسندر فلمنغ الذائع الصيت. أما الفتى الغني فإنه أشهر منه، ففي سنوات الحرب العالمية الثانية أصيب بالتهاب رئوي حاد، وتعرّض للموت. ومرة أخرى تم إنقاذه من الموت بفضل فلمنغ، لكن هذه المرة عن طريق جرعات البنسلين..إنه زعيم انجلترا الأشهر تشرشل، الذي صار رغم نفوذه الواسع وغناه البالغ مدينا" بحياته مرتين للدكتور فلمنغ.
لقد حصد كل منهما من الآخر خيرا" عندما قدم الخير أولا" للآخر(كل ما تريدون أن يفعل الناس بكم افعلوه هكذا أنتم أيضا بهم).
هل فكّرت يوما" في تقديم يد العون والمساعدة والتشجيع لغيرك؟ إنّ كلمة تشجيع بسيطة أو لمسة رقيقة في مناسبة معينة، تستطيع أن تفعل فعلها الساحر، وتجعل من الناس أبطالا". وما تعمله من الخير سيعود إليك يوما" بالنفع العظيم. لا تنس قصة فلمنغ وتشرشل.