منتديات مبدعون

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    أثداء على حواف الشمس

    الشرير الخطير
    الشرير الخطير
    * عـــــضــــو مــتــمــيــز *
    * عـــــضــــو مــتــمــيــز  *


    الـــجـــنـــس : : ذكر
    الــــبـــرج : : الحمل
    الأبراج الصينية : : الديك
    عدد الرسائل : : 223
    الـــعــمــــر : : 115
    العــمــل/الـــتــرفـــيـــه : طالب / شا 3ـــــــــــــــر
    مــاهـــو مــزاجـــك عـــادة : : بخــوف مــوهاهاهاها
    عــــــلـــــم دولـــتــــك : أثداء على حواف الشمس Sy10
    تاريخ التسجيل : 09/08/2009
    نــقـاط الـعـضو : : 5965

    أثداء على حواف الشمس Empty أثداء على حواف الشمس

    مُساهمة من طرف الشرير الخطير 24/8/2009, 12:38 pm

    <td width="100%" valign="top">


    أثداء على حواف الشمس
    أكلتنا الضباع يا أمي، وضاعت أشلاؤنا في عباءات الأشقاء.‏
    الضباع ترقص على رائحة شوائنا، والأشقاء يراكمون الحطب تحت نيران حقدهم.‏
    بحثت عنك وددت لو ألثم ثدييك لكنهم قطعوا شفتي قبل أن أصل إليكِ.‏
    قالوا لي: ألم تنسَ حليب أمك بعد؟!.‏
    قلت لهم: قصب العباءات سيكون يوماً زينة لأسنان الضباع.. وربطات الأعناق المستوردة ستكون مشانقكم القادمة..‏
    وقلت لهم أشياء أخرى.. فلم يصدقوني!!‏
    أكلت الرمال قدمي وأنا أبحث عنك يا أمي صارت قدماي بلا لحم.. العظام فقط ارتسمت على رمال الصحراء. وكلما نظرت خلفي أرى آثاراً متعرجة فأخشى أن توصلهم إلي.‏
    لكن رغبتي في التهام ثدييك كانت أقوى من الموت.‏
    * * * * * *‏
    حلقت طائراتهم فوق رأسي صرخ أحدهم: أثداء أمك صارت حلماً، فلا تجهد نفسك في البحث عنها، وحليب أمك خالطه السم.. عد من حيث أتيت وإلا دفناك في الرمال.‏
    اختلط صراخي بهدير طائراتهم.‏
    الأشقاء يا أمي يقودون الضباع خلفي ويرمون إليّ بالحليب المعلب في مصانعهم..‏
    يقولون: هذا حليب العصر اشربه وستكسو عظمك بلحم جديد..‏
    فمي يرفض حليبهم وأحشائي تتقيأ دماً وشفتاي المقطوعتان تلهجان بثدييك الدافئتين، ركضت في عمق الصحراء غرقت أقدامي في الرمال المحرقة.. والطائرات لا تزال خلفي.‏
    كانت ظلالها ترسم حولي دوائر من ليل، انخفضت إحدى الطائرات.. صارت فوق رأسي تماماً فأثارت عاصفة من رمال.. أكلت وجهي وأثقل الغبار أهدابي.‏
    أطل أحدهم وهو يضع يده فوق العقال كان يخشى أن يزل العقال عن هامته!!‏
    صرخ: أنت مجنون، ستبتلعك الصحراء، أمك ماتت منذ زمن فلا تغامر.‏
    حاولت الإفلات من زوبعة الرمال التي أثارتها أذرعة السواد.. ركضت يميناً وشمالاً ارتميت على وجهي مرات متلاحقة، امتلأ فمي بالرمال.. ثم نهضت راكضاً نحو الأمام ارتفعت الطائرات قليلاً وتلاشت الزوبعة والصوت ما يزال يأتيني أنت مجنون، أمك ماتت منذ زمن فلا تغامر.‏
    البحث عن أمي صار مغامرة؟!‏
    الشوق إلى صدر أمي صار جنونا؟!‏
    المهم أن لا يزلَّ العقال عن هامات الأشقاء وأن تظل ربطات الأعناق المستوردة تستمد بريقها من أنوار الشمعدان الموحشة!!‏
    * * * * *‏
    تابعت الركض في الصحراء وتابعت الصراخ:‏
    أكلتنا الضباع يا أمي مدي ثدييك ألينا عسى أن يتذكر الأشقاء نبع الخلاص.‏
    ابتعد هدير الطائرات قليلاً.. كنت أراها في عمق الصحراء تهبط قليلاً وترتفع أحياناً وكلما أوغل الليل ترددت أصداء كثيرة لأصوات تقترب حيناً ثم تغيب.‏
    أدركت عندها أني لست الوحيد الذي ينهض بالصراخ وأني لست الوحيد الذي يبحث عن ثدي أمه فاجتاحتني موجة من حلم جديد وراحت أقدامي تكتسي بأنفاس القادمين، ومع الشروق كان ثديان يتكوران على حواف الشمس ويتدليان نحو الشفاه المتعبة التي أمسكت لحمها من جديد.‏

      الوقت/التاريخ الآن هو 26/11/2024, 3:57 am