لم يعتـرف بـه أحـد ○ • ○
<blockquote class="postcontent restore ">
</blockquote>
<blockquote class="postcontent restore ">
الحرف الذي لم يعترف به أحد
يُحكى أن الأديب والفيلسوف العباسي أبا العلاء المعري قال في لحظة غرور :
وإني وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لم تستطعه الأوائل
فاستوقفه صبيٌ وقال له: إن الأقدمين جاؤوا بثمانية
وعشرين حرفاَ فزدها حرفاً واحداً ، فذهل المعري ولم يستطع الإجابة .. ورغم
أنني لست في قامة المعري إلا أنني لو كنت مكانه لأجبت بلا تردد الهمزة أيها
المتحذلق ..
وما يزيد ثقتي بهذا الرأي أن الخليل الفراهيدي نظم
قاموسه الشهير "العين" على أساس وجود 29 حرفا وليس 28 .. ومع أنه أول قاموس
في اللغة العربية إلا أن مشكلتنا الأزلية ظلت في عدم الاعتراف بالهمزة
كحرف مستقل ومحاولة دمجها بالقوة مع الألف والياء والواو .. وهذا الاصرار
على الدمج تسبب في تفاوت طرق كتابتها وشروط رسمها ومواقعها من الكلمة ..
والنتيجة التي نحصدها اليوم أزمة إملائية مزمنة واختلاف في طرق كتابة
الهمزة بين الأقطار العربية ناهيك عن ظهور خلل دائم في ترتيب الموسوعات
والفهارس والوثائق المصنفة حسب الترتيب الأبجدي..
كل هذا يجعلني على قناعة بأن الحرف المنسي (التاسع والعشرين) هو الهمزة التي فات المعري تذكرها .. ففي حين لا يخطئ طلاب الابتدائية في كتابة الجيم والشين والكاف والصاد (كونها مستقلة وواضحة وقائمة بذاتها) يخطئ أساتذة ، وكتاب ، وجامعيون في مواقع الهمزة وطرق كتابتها (لتعدد الآراء والاختلاف حولها)..
فأنت مثلا وبصرف النظر عن مستواك التعليمي ستواجه صعوبة في اختيار الصحيح والصائب من الكلمات التالية :
رَؤُف ، رءوف ، رؤوف
ورُؤس، رُءوس، رؤوس
وإقرأي ، اِقرئي ، اقرءي
وقرؤوا ، قرأوا ، قرءوا ، يقرؤون ، يقرأون ، يقرءون..
... وهذه المشكلة لا تتعلق بك وحدك كون النقاد
والنحويين أنفسهم لم يعترفوا بالهمزة كحرف واختلفوا في طرق كتابتها وما إن
كانت توضع على الألف أو الواو أو تظل معلقة قربهما على استحياء...
أما في حال كنت واثقا من اختيارك (لمجرد أنك تعلمته قبل غيره) فلا تتجاهل وجود مدارس عريقة تتبنى الأشكال الأخرى في الكتابة ( ففي العراق مثلا أصدر المجمع اللغوي قرارا بتغيير كلمة "هيئة" الى "هيأة" في كافة الكتب المدرسية واليافطات الرسمية) !!
*** *** ***
وفي الحقيقة ان إصرارنا على دمج الهمزة مع الألف والواو والياء يخالف (حتى كيفية نطقها) بشكل مستقل ومنفصل في كلمات : أادم و ءَامِن و يءُم و إءتمان و يقرءون و رءوف....
فكلمات كهذه كما يدل لفظها تؤكد أن الهمزة حرف مستقل وقائم بذاته ولا يوجد سبب وجيه لدمجه مع غيره (سوى التشويش على أذهان الناس وإصابتهم بحيرة تاريخية مزمنة) ...
وأنا شخصيا لا أفهم سبب عدم الاعتراف بالهمزة كحرف مستقل حتى الآن في حين أن الاعتراف بها (كحرف رقم 29 في اللغة العربية)
يمنحها حق التواجد بشكل صريح وواضح ويفك ارتباطها بالكرسي والألف الذي فرض
عليها الجلوس فوقه أو تحته أو الالتصاق قربه كطفل يتيم...
... وفي الحقيقة ؛
إما أن نتبنى هذا الرأي أو على العكس تماما نتفق على تجاهل الهمزة نهائيا وعدم الاعتراف بها بشكل صريح وواضح وجماعي (ودون استثناءات أو مجاملات تربطها بأي حرف آخر)
.. وهكذا نرتاح من كتابتها بأي طريقة وشكل ورسم منعا للتشويش والاختلاف مع
التمتع بإمكانية لفظها ونطقها كما نشاء .. وبهذه الطريقة يتاح لطلابنا
ولأول مرة في التاريخ كتابة ادم وروف واستاذ واكرم ومسالة دون أن يشغل
بالهم وجود الهمزة أو طريقة كتابتها أو موقعها في الكلمة !!
... ألم يعلمونا في المدرسة إمكانية حذف أحرف كاملة الاستقلالية وواضحة النطق (كما في طه وداود وهذا والرحمن) فلماذا ينكرون ذات الحق على همزة ضعيفة لا يعترفون باستقلاليتها أصلاً.
يُحكى أن الأديب والفيلسوف العباسي أبا العلاء المعري قال في لحظة غرور :
وإني وإن كنت الأخير زمانه
لآت بما لم تستطعه الأوائل
فاستوقفه صبيٌ وقال له: إن الأقدمين جاؤوا بثمانية
وعشرين حرفاَ فزدها حرفاً واحداً ، فذهل المعري ولم يستطع الإجابة .. ورغم
أنني لست في قامة المعري إلا أنني لو كنت مكانه لأجبت بلا تردد الهمزة أيها
المتحذلق ..
وما يزيد ثقتي بهذا الرأي أن الخليل الفراهيدي نظم
قاموسه الشهير "العين" على أساس وجود 29 حرفا وليس 28 .. ومع أنه أول قاموس
في اللغة العربية إلا أن مشكلتنا الأزلية ظلت في عدم الاعتراف بالهمزة
كحرف مستقل ومحاولة دمجها بالقوة مع الألف والياء والواو .. وهذا الاصرار
على الدمج تسبب في تفاوت طرق كتابتها وشروط رسمها ومواقعها من الكلمة ..
والنتيجة التي نحصدها اليوم أزمة إملائية مزمنة واختلاف في طرق كتابة
الهمزة بين الأقطار العربية ناهيك عن ظهور خلل دائم في ترتيب الموسوعات
والفهارس والوثائق المصنفة حسب الترتيب الأبجدي..
كل هذا يجعلني على قناعة بأن الحرف المنسي (التاسع والعشرين) هو الهمزة التي فات المعري تذكرها .. ففي حين لا يخطئ طلاب الابتدائية في كتابة الجيم والشين والكاف والصاد (كونها مستقلة وواضحة وقائمة بذاتها) يخطئ أساتذة ، وكتاب ، وجامعيون في مواقع الهمزة وطرق كتابتها (لتعدد الآراء والاختلاف حولها)..
فأنت مثلا وبصرف النظر عن مستواك التعليمي ستواجه صعوبة في اختيار الصحيح والصائب من الكلمات التالية :
رَؤُف ، رءوف ، رؤوف
ورُؤس، رُءوس، رؤوس
وإقرأي ، اِقرئي ، اقرءي
وقرؤوا ، قرأوا ، قرءوا ، يقرؤون ، يقرأون ، يقرءون..
... وهذه المشكلة لا تتعلق بك وحدك كون النقاد
والنحويين أنفسهم لم يعترفوا بالهمزة كحرف واختلفوا في طرق كتابتها وما إن
كانت توضع على الألف أو الواو أو تظل معلقة قربهما على استحياء...
أما في حال كنت واثقا من اختيارك (لمجرد أنك تعلمته قبل غيره) فلا تتجاهل وجود مدارس عريقة تتبنى الأشكال الأخرى في الكتابة ( ففي العراق مثلا أصدر المجمع اللغوي قرارا بتغيير كلمة "هيئة" الى "هيأة" في كافة الكتب المدرسية واليافطات الرسمية) !!
*** *** ***
وفي الحقيقة ان إصرارنا على دمج الهمزة مع الألف والواو والياء يخالف (حتى كيفية نطقها) بشكل مستقل ومنفصل في كلمات : أادم و ءَامِن و يءُم و إءتمان و يقرءون و رءوف....
فكلمات كهذه كما يدل لفظها تؤكد أن الهمزة حرف مستقل وقائم بذاته ولا يوجد سبب وجيه لدمجه مع غيره (سوى التشويش على أذهان الناس وإصابتهم بحيرة تاريخية مزمنة) ...
وأنا شخصيا لا أفهم سبب عدم الاعتراف بالهمزة كحرف مستقل حتى الآن في حين أن الاعتراف بها (كحرف رقم 29 في اللغة العربية)
يمنحها حق التواجد بشكل صريح وواضح ويفك ارتباطها بالكرسي والألف الذي فرض
عليها الجلوس فوقه أو تحته أو الالتصاق قربه كطفل يتيم...
... وفي الحقيقة ؛
إما أن نتبنى هذا الرأي أو على العكس تماما نتفق على تجاهل الهمزة نهائيا وعدم الاعتراف بها بشكل صريح وواضح وجماعي (ودون استثناءات أو مجاملات تربطها بأي حرف آخر)
.. وهكذا نرتاح من كتابتها بأي طريقة وشكل ورسم منعا للتشويش والاختلاف مع
التمتع بإمكانية لفظها ونطقها كما نشاء .. وبهذه الطريقة يتاح لطلابنا
ولأول مرة في التاريخ كتابة ادم وروف واستاذ واكرم ومسالة دون أن يشغل
بالهم وجود الهمزة أو طريقة كتابتها أو موقعها في الكلمة !!
... ألم يعلمونا في المدرسة إمكانية حذف أحرف كاملة الاستقلالية وواضحة النطق (كما في طه وداود وهذا والرحمن) فلماذا ينكرون ذات الحق على همزة ضعيفة لا يعترفون باستقلاليتها أصلاً.
</blockquote>